الصامتون

إن الصامتين في المجتمع .. وإن بدوا كذلك .. فإنهم لا يبقون هكذا على الدوام إن صوتهم يرتفع بأسلوب أو بآخر .. من حين إلى حين فهو يجلجل إلى الآفاق عند الصلاة وعند الدعاء .. في حلقات الذكر ، في رحاب المساجد والكنائس والمعابد يرتفع إلى الآفاق في ملاعب الكرة .. وفي الملاهي والبارات ، يرتفع بالنكات ذات المضمون السياسي والاجتماعي يرتفع عن طريق الرسائل الشفاهية للموتى وعن طريق الكتابة والرسم على جدران المباني ، وفي داخل دورات المياه العمومية ..............د/ سيد عويس .. من كتاب (هتاف الصامتين)

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

من سيرشح البرادعى؟

بقلم د.عمرو الشوبكى ١٧/ ١٢/ ٢٠٠٩

أبدى الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية، استعداده للترشح لمنصب رئيس الجمهورية فى حال وضع دستور جديد، وتشكيل لجنة قومية مستقلة لتنظيم الانتخابات تحت إشراف قضائى كامل وفى وجود رقابة دولية، كما طالب بتنقية الجداول الانتخابية، وإتاحة مساحات متكافئة فى جميع أجهزة الإعلام الحكومى للمرشحين، وأعلن عن رغبته فى العمل مع الناس من أجل تعديل الدستور.

وأوضح الرجل أنه ليس على استعداد لأن يدخل لعبة سياسية معروفة نتيجتها سلفا، وطالب بإصلاح المنظومة السياسية الحاكمة للعملية الانتخابية، معتمداً على الناس والشعب، بعد أن رفض الترشح على قائمة أى من الأحزاب الموجودة، واعتبرها مأزومة نتيجة القيود المفروضة على حركتها رغم احترامه لها.

والحقيقة أن قيمة البرادعى لا تكمن فقط فى قامته الرفيعة إنما أيضاً فى نجاحه فى إدارة مؤسسة دولية كبرى كوكالة الطاقة الذرية وفق معايير قانونية ومهنية صارمة بعيداً عن عواطفه المؤكدة تجاه العالمين العربى والإسلامى، وفى مواجهة الضغوط الأمريكية - الإسرائيلية عليه، لأنه اعتمد على القانون والقواعد بعيداً عن أى تحيزات أو عواطف أو ضغوطات.

والمؤكد أن البرادعى طوال عمله الدولى، كدبلوماسى مصرى مرموق، لم يواجه الضغوط الأمريكية والهجوم الإسرائيلى بالهتاف والصراخ على طريقة بعض قوى المعارضة العربية، ولا بالخنوع على طريقة الحكومات العربية، إنما بالقانون وبقواعد القانون الدولى، وهى خبرة تحتاجها مصر فى ظل حالة الفوضى والعشوائية التى تعيشها، وفى ظل قوانين تُفصّل خصيصاً لصالح مسؤول كبير أو صغير، وغياب كامل للمهنية وعشوائية فى السياسة كما فى الاقتصاد.

وإذا كان من المؤكد أن من حق البعض الاختلاف على ما إذا كان البرادعى قادرا على المساهمة فى إصلاح أحوال مصر أم لا.. لكن من المؤكد أيضاً أنه ليس من حق أحد أن يشتم الرجل بهذه الطريقة المسيئة والمؤسفة التى مارسها بعض قادة الإعلام الحكومى.. فاتهامه كذباً بأنه يحمل جنسية سويدية، أو القول بكل بجاحة إنه مدعوم من أمريكا، وكأن مصر تقود محور الممانعة فى المنطقة وليست دولة داعمة بالمطلق للتوجهات الأمريكية إلا فقط فيما يتعلق بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان..

وبما أن كتيبة الشتامين فى الصحف الحكومية المصرية لا تدافع عن رؤية سياسية (لأن هناك شكاً من الأصل فى أن تكون هناك أى رؤية سياسية).. فبالتالى أصبح سلاح الشتيمة والاتهامات الرخيصة هو سلاح المفلسين سياسياً.

والمؤكد أن مصر عرفت منذ ثورة يوليو إعلاماً رسمياً موجهاً وكان رموزه يدافعون عن توجه سياسى فى عهدى عبدالناصر والسادات، وبالتالى كان الأمر يتطلب معرفة بالقراءة والكتابة، وقدراً من متابعة ما يجرى فى العالم والهجوم على الخصوم، دفاعاً عن نظام له مشروع وتوجه سياسى، أما حين يكون هذا النظام بلا أى مشروع أو رؤية يتحول الأمر من الدفاع عن قيم الاعتدال التى تتسم بها مصر إلى رفع كم من الشعارات البلهاء لمواجهة رمز عاقل ومعتدل مثل البرادعى، وتصوير مصر زيفا بأنها دولة ممانعة إعلامياً، وهى فى الحقيقة دولة «اعتدال» فاشلة، والمطلوب على يد البرادعى أو غيره أن تكون دولة اعتدال فاعلة أو حقيقية.

ولكن السؤال: إذا كان البرادعى يحمل مواصفات رئيس انتقالى أو منتخب، فمن سيرشحه؟

الحقيقة أن أبرز ما فى رسالة البرادعى هو قراره الاعتماد على ترشيح الناس من أجل النضال سلمياً لتعديل الدستور، متناسياً أنه لا يوجد فى مصر ناس قادرة على فرض الإصلاح السياسى والديمقراطى لأنها ببساطة قضية خارج اهتمام غالبيتهم العظمى، وبالتالى فإن تصور أن هناك جماهير مستعدة لأن ترشح البرادعى لرئاسة الجمهورية أو تقف خلفه من أجل تعديل دستور هو فى الحقيقة أمر غير واقعى، لأنه يراهن على جماهير افتراضية، ويدخل فى إطار الأمنيات الطيبة.

الحقيقة أن خيار الجماهير التى تنتظر البرادعى لكى تعمل معه من أجل الإصلاح السياسى والدستورى هو واحد من الأوهام الكبرى التى روجها البعض وستورط البرادعى وتضيفه إلى قائمة الفشل الطويلة التى تضم معظم قيادات المعارضة والحركات السياسية المصرية، لأن النظام نجح فى إدخال كل الفاعلين السياسيين الذين قالوا إنهم «جماهيريين» فى دائرة جهنمية من المعارك الصغيرة، واستنزاف الطاقة فى الرد على شتائم هنا ومؤامرات هناك، تتفرج عليها الجماهير، وهى فى رحلة بحثها عن لقمة العيش.

وأصبح هذا الواقع بكل رتابته وجموده وعشوائيته غير قادر على فرز بديل إصلاحى من قلب الفاعلين السياسيين، ولكن ربما سيفرزه من «غير الفاعلين» كالبرداعى، وهؤلاء قد ينالون دعم بعض النشطاء السياسيين غير المنغمسين فى تفاصيل العمل اليومى والمؤامرات الحزبية، ولديهم رؤية نقدية لأوضاع تنظيماتهم القائمة، وقادرون على الخروج من «العمى الأيديولوجى» ويقرأون الواقع كما هو، وهؤلاء يمكن أن يساعدوا «الإصلاحيين الكامنين» داخل الدولة المصرية على أخذ المشرط ودعم مشروع البرادعى «الجراحى» الذى يجب أن يكون بالتوافق مع بعض أجنحة الدولة الرافضة - ولو ضمنّا - مشروع التوريث.

إن قوة البرادعى فى أنه نموذج توافقى، لديه خبرة تحتاجها مصر، ولكنه يصر على أن يفقد هذه القوة بدخوله فى مستنقع سبق أن دخله آخرون وفشلوا، متصورا أن لديه حصانة خاصة تحول دون تكرار هذا الفشل.

سيكتشف البرادعى قريبا أن قادة الجماهير والرأى العام فى مصر هم هؤلاء الذين طالبوا برفع علم بلاده بسبب مباراة كرة قدم، وأن الشعبية المفاجئة التى نالها علاء مبارك جاءت بعد تصريحاته النارية عقب مباراة الجزائر وليس بسبب نشاطه أو موهبته السياسية،

كما أن نفس «الفيس بوك» الذى رشح الدكتور البرادعى عاد ورشح، أمس الأول، الشيخ على جمعة، مفتى الجمهورية، رئيساً للجمهورية، وغداً، سيرشح عمرو خالد، وبعد غد مصطفى عبده وخالد الغندور ومدحت شلبى وباقى «الكباتن» الذين هتفوا وصرخوا بعد مباراة الجزائر.. ولا أستبعد أيضاً إذا قرر المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم أن يقدم أغنية «وطنية» ضد الجزائر، أن ينال شعبية كبيرة لدى الرأى العام ويصبح هو بدوره مرشحاً مهماً فى انتخابات الرئاسة.

علينا أن نتأمل شكل النخبة المصرية فى العهد الحالى فى الإعلام والسياسة والرياضة والدين، ونقارنها بأى مرحلة فى تاريخ مصر الحديث، لنكتشف حجم الكارثة التى نعيشها، وأنه لا مكان للبرادعى وأمثاله وسط هؤلاء إلا إذا جاء بترتيب ما أو بتوافق تلعب فيه الأقدار وليس الجماهير دوراً رئيسياً فى صناعته.

سيفشل البرادعى إذا تصور أن هناك رأياً عاماً مهتماً بقضية الإصلاح السياسى والدستورى، ومستعداً أن يدفع ثمنها، هذا ليس عيباً جينياً فى الناس الذين راهن عليهم البرادعى، إنما هو حصيلة مناخ سياسى واجتماعى جعل الناس غير قادرين على القيام بأى فعل.
نقلا عن جريدة المصري اليوم

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

العودة للجاهلية الأولى..الجزائر ومصر وملهاة عبادة النجوم


العودة للجاهلية الأولى
الجزائر ومصر وملهاة عبادة النجوم


على اسماعيل العتباني

لماذا تتراجع الأجندات الكبيرة لمصلحة حوادث كرة القدم ولمصلحة «التنميط» الفني؟.. ومعلوم ان الرياضة من مطلوبات الحياة الأساسية، فالعقل السليم في الجسم السليم.. وصحيح أيضاً أن أصحاب الاحتياجات الخاصة قد يكونون عباقرة.. ولكن العاهة قد تولد بعض العقد النفسية والشعور بالعجز والنقص. ما لم يتدارك المجتمع مسؤولياته في ذلك.. والجسم الصحيح يعطي الدفع المعنوي والحسي والفكري المتوازن الخالي من ضغوط النقص والعجز.. لذا فإن ممارسة الرياضة من المطلوبات الملحة خصوصاً في هذا العصر.. وجاء في الحديث الشريف «علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل».. وليس هناك من هو ضد الرياضة أصلاً..

وحوش كاسرة
رأينا كيف أن كرة القدم حولت الشباب في الساحتين المصرية والجزائرية وحوشاً كاسرة كل منهما يريد إفتراس الآخر، وتلاشت بذلك الأجندة القومية الكبيرة وتلاشت كذلك قضية فلسطين وحصار غزة وقضية دارفور والصومال.

ورأينا الجسور الجوية التي تقام لا لنقل الغذاء والكساء والأطباء والمعلمين الى الصومال أو دارفور أو غزة أو غيرها، ولكن لتشجيع الهرج والمرج والهوس الكروي...

رأينا جماعات بينها مراهقون ومدمنون في الخرطوم ينقلون بملايين الدولارات فيما لا يفيد.. وحمّلت الخرطوم فوق طاقتها.. الخرطوم المثقلة بأعباء دارفور والجنوب ورهق التدخل الأجنبي وجدت نفسها مضطرة لإيواء عشرات الآلاف من البشر الذين لا مصلحة لهم فيها إلا القبول بحكم الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» وإلا محاولة حل نزاع بين طرفين.

شطارة الجزائريين
ويجب علينا بعد أن انتهت تلك «الملهاة» أن نناقش بعض القضايا بصراحة.. فلقد كان واضحاً تعاطف قطاعات مقدرة من السودانيين مع الجزائر وذلك في تقديرنا يرجع الى «شطارة» السفارة الجزائرية في الخرطوم التي أفلحت في توزيع كميات مهولة من «أعلام» بلدها في شوارع الخرطوم، وكان واضحاً تأثير تلك الأعلام في تشكيل تيارات مقدرة من الرأي العام لشرائح من المجتمع السوداني التي ربما لا تعرف الجزائر، وربما لأن علم الجزائر يحمل دلالات إسلامية «الهلال والنجمة» والمقتبس من العلم العثماني خصوصاً وأن رؤية العثمانيين في المغرب العربي تختلف عن رؤية المشرق العربي. ففي المغرب العربي وفّر العثمانيون الحماية للمغرب ضد الهجمات الصليبية وضد أوروبا.. بينما العلم المصري وكل أعلام الدول العربية المشرقية مستمدة من علم الثورة العربية التي اعتمدت ألوانه الجامعة العربية.. تلك الثورة التي قادها الشريف حسين.

والمعلوم أن كل علم في المشرق العربي ينمط مع اختلاف تقديم أو تأخير لون عن آخر عن علم الثورة العربية.. ولأن صورة العثمانيين في المشرق العربي ارتبطت بالإستبداد والدكتاتورية.. ولأن الثقافة المشرقية أبرزت «العثمانية» كشوفونية قومية ضد القومية العربية.. وسواء أكان ذلك صواباً أ و خطأً، فإننا لسنا بصدد مناقشة ذلك الآن. ولكن من المؤكد ان علم العثمانيين محبوب في المغرب العربي.. بل إنه محبوب وسط المجتمعات المشرقية ذات البُعد الصوفي.. ولكنه غير محبوب وسط النخب التي تغذت على الفرانكفونية والأنجلوفونية في المشرق والمغرب العربيين وهذا من ناحية.

أم الدنيا
ومن ناحية اخرى فإن الشباب العربي الذي ينظر الى مصر كقوة استراتيجية وعظمى ويسميها «أم الدنيا» أو كان كذلك.. أصبح مصدوماً في مواقف مصر في «غزة».. ومصدوماً في موقف مصر ابتداء من حقبة كامب ديفيد، وهو منظر قائم على التطبيع مع إسرائيل وقائم على «السلبية» تجاه كل القضايا القومية.. ابتداء من إغلاق المعابر في غزة الى ترك السودان ضحية للمؤامرات الأجنبية، الى إهمال دور مصر في القضايا الكبرى كقضية الصومال وغيرها.
وكثير من الشباب السوداني كذلك ناقم على تباطؤ مصر في تنفيذ «روشتة» الحريات الاربع التي قبل بها السودان وطبقها.. بينما مصر الدولة لا تمنح حتى روشتة الدخول وتستنكف ان تلغى هذا الشرط أمام وجه الشباب السوداني في وقت يجد فيه الشاب السوداني هذا الشرط غير معمول به في سوريا وليبيا والعراق والاردن.

وكذلك فإن ما زاد من سلبية صورة مصر لدى بعض الشباب السوداني ما حدث في «ميدان المهندسين» وسواء كان تصرف الشرطة المصرية صحيحاً أو غير ذلك إلا أن تلك الصورة أصبحت مغروسة وعلى الأخص في نفوس الشباب الجنوبي والصحافة الجنوبية التي ما زالت تجتر ما حدث للشباب الجنوبي في ميدان المهندسين الشهير....وكذلك موقف مصر من «حلايب» وقد رأينا حتى الشباب الجزائري يهتف بقضية حلايب لإستدرار عطف السودانيين....وكذلك فإن الثقافة المحيطة بقضايا السودان في مصر الرسمية أحياناً تعالج بصورة سطحية تعطي بُعداً سلبياً للعقل المصري وتصل هذه الصورة الى الشباب السوداني ويأخذ منها جرعات مشوهة.

صورة سلبية
وربما تكون هذه الصورة السلبية راكزة وموجودة لدى الشباب الجزائري بصورة أشد.. ولكن الشباب السوداني لا يعرف الجزائر ويرسم صورة للجزائر غير حقيقية ويتلقى بادرات فكرة عن الجزائر عن ما سمعه عن نضال الجزائريين وأرض المليون شهيد ورمزيات أغاني الكابلي وقليل من هنا وهناك.

وما يهم بعد ذلك وقبله ان الاجندة الكبرى أصبحت تنكمش وتتضاءل مصلحة الهوس والاهتمامات الصغيرة، وتجنيد اهتمامات دول بحجم مصر للتقصي اللاهث لتوافه الأمور.. وقد رأينا بعض أهل مصر يتقصون قضايا صغيرة ويبحثون فيها كأنهم يسلخون جلد «النملة» من أجل إيجاد كبش فداء للهزيمة.

وإذا كان رب البيت بالدف ضارباً
فشيمة أهل البيت الرقص والطرب

كان من المأمول ان تصبح الحريات الأربع أساساً لوحدة وادي النيل.. ومنها حرية الانتقال أساساً لتجسير الثقافة والتنمية والحرية وكرامة الإنسان.. وليس تهييج الشحناء والبغضاء ودفع السوداني لشتم أخيه المصري أو الجزائري بالوكالة.

عبادة النجوم
ولكن كذلك فإن لهذه القضية أبعاداً أخرى تتصل بما نسميه «عبادة النجوم» وهي إبراز المتفوقين أو المبدعين في مجالات الفن والرياضة والغناء والسينما وكأنهم أنبياء.. ومحاولة تنميط الجو الفكري والثقافي على أساس سلوكيات هؤلاء النجوم.. وجعل مشروعية الدولة مستمدة من «عبادة النجوم» وفي ذلك يتم تضخيم النجوم.

ولعل عبادة النجوم أو الشخصيات المبدعة حتى ولو كانوا على غير أخلاق الشعب، وكانوا يسيرون على غير وتيرة الشعب.. وكان لهم دينهم الخاص الذين ينطوي على عبادة الذات والجنس والإغراء وعبادة الجمال.. وهي عبادة قديمة.. ولكننا يمكن ان نحمل وزرها في مصر الحديثة لمصر الخديوية.. حيث نمت تلك الظواهر في عهد الملك «فاروق» ثم سقاها وتعهدها جمال عبدالناصر.. وتابعها السادات..وجاءت الصهيونية والاستخبارات الأجنبية لتضخم دور «النجوم» في المجتمع المصري والعربي عموماً.. نجوم السينما والمسرح والمطربين.. وبرزت مجلات تخصصت في النجوم وحياتهم وأخبارهم كالكواكب.. وأصبحت طبقة «النجوم» فوق طبقة المصلحين.. وأعلى مقاماً من الإمام محمد عبده والعقاد وطه حسين والمازني والرافعي ومالك بن نبي وأساتذة الجامعات.. وأصبحت طبقة النجوم الممتدة من سيد درويش وأم كلثوم وماجدة وفريد الأطرش ووردة الجزائرية وفاتن حمامة وحسن شحاتة وأبوتريكة والحضري هي الأساس الذي تُقاس عليه المواقف وتنمط على شاكلته الشخصيات.. وأصبح المساس بالنجوم مساساً بشخصية مصر.. ولذلك يمكن لمصر ان تطرد الشيخ القرضاوي وتطرد الداعية عمرو خالد ولكنها تضخم النجم وتهمش أدوار محمد سليم العوا وطارق البشرى.. ويصبح المعيار الأساسي هو قيم ليلى علوي وهيفاء وهبي ومحمد فؤاد وإبراهيم حجازي وعمرو أديب.. بينما يهمش رسل السلام والتدين والقيم. ولعل هذه الازدواجية لا تكاد تخطئها العين في مصر أو الجزائر.. ولذلك فإن المساس بالنجوم أو هزيمتهم في مباراة، إنما هي طعن في شرعية النظام التي تقوم جزء من شرعيته على عبادة النجوم.. ويقوم على تسويق النجوم.. ويقوم على كسب نقاط إضافية كلما أبرز نجماً أو كسب مباراة في كرة القدم!

داحس والغبراء
ولذلك لاعجب ان أصبحت مباراة الجزائر ومصر كمعركة «داحس والغبراء» .. وأعادت معارك الجاهلية الأولى .. لتصبها في «جاهلية القرن العشرين»!

ولكن كذلك هناك نقاط إضافية جزى الله الشدائد عنا كل خير.. لأن تلك المعركة في غير معترك كشفت طبيعة الشعوب الثلاثة.. حيث أبرزت الشخصية المصرية كشخصية ميالة إلى أنصاف الحلول حينما تجابه وتصعد حينما تجد الجو في صالحها ولسان حالها دائماً سليط.. وحينما تجد الظروف موضوعية لا تراعي إلاًّ ولا ذمة، في من تريد جلده، ولو كان صديقها.. ولو كان عمقها....أما الشخصية الجزائرية فلقد كشفت الأحداث أنها تميل للعنف وتصفية الحسابات ويكفي ما حدث في شوارع الخرطوم وما حدث في مطار الخرطوم....أما الشخصية السودانية فإنها شخصية متساهلة ومسامحة تتكلم عن الإخاء.. ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن، يصدمها.. بمثل ما حدث في المطار وما حدث عندما فتحت أبوابها للعوام من الدخول دون تأشيرات، وبدلاً من ان يحسنوا الصنيع فإذا بهم أساءوا للسودان ولمطاره وشعبه.

والفائدة.. أن ما جرت أحداثه في الخرطوم يشي بخواء فكري وروحي كبيرين، ولذلك يجب علينا تأصيل هذه الظاهرة الوافدة علينا من الثقافة الغربية.. فعبادة النجوم أصلاً برزت في أوروبا منذ أن كان الرومان يؤلهون أبطالهم في المصارعة وفي القتال ويصنعون لهم التماثيل لتمجيدهم.. ولقد تنامت هذه الظاهرة لتغشى الملاعب الأوروبية وتنتقل منها الى العالمين العربي والاسلامي.. ولكن الاسلام كما يدعونا للرياضة البدنية والعقلية.. يأمرنا بالتأدب والتسامح وقبول الآخر.. وينهانا عن التباغض والشحناء.. ولذلك يجب على الإعلام وعلى مؤسسات الدولة التربوية والرياضية، ترسيخ هذه المفاهيم وملء الخواء العقدي والفكري الذي يعاني منه الشباب، حتى نستطيع توجيه الرأي العام للأمة نحو منهجية تقودنا نحو النهضة والتنمية وغد أفضل.
نقلا عن: صحيفة الرأي العام السودانية
http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=457&id=33252

الأحد، 22 نوفمبر 2009

جسر توك توكي لإجلاء المصريين العالقين بالسودان
رؤية لوجيستية ساخرة .. لأحداث ليلة من الليالي المتكررة



كالعادة فشل الإعلام المصري في التعامل بحرفية مع المواقف الصعبة .. وبان أنه في مجمله -بما فيه أكثر الأبواق الإعلامية معارضة للحكومة المصرية- كان قد فشل في نقل الصورة الحقيقية إلى الشعب المصري قبل المبارة الفاصلة بين مصر والجزائر.

بدأت المباراة وكل المصريون يأملون تحقيق الفوز خاصة مع تنامي إيمانهم الراسخ -والذي أكدت عليه كل الابواق الاعلامية- بأنهم يلعبون على أرضهم ووسط جمهورهم لأن السودان هي الأخت الشقيقة لمصر، أما الجزائر فهي ليست كذلك بالنسبة لهم... وبمرورو الوقت ظهر بما لا يدع مجالا للشك أن الأكثرية من الجمهور السوداني يقف إلى جانب الفريق الجزائري وليس المصري .. وعلى الرغم من أنني لست لاعبا للكرة إلا أنني احسست بشعور بوتريكة والحضري ومتعب وجمعة ... الخ، الذين فوجئوا بأن الأمر مخالفا تماما لما صوره إعلامنا الخائب. واكتشف اللاعبون أنهم غرباء في السودان وفقدوا وفقد قائدهم شحاتة التركيز حتى في أبسط فنون الكرة.

سافر العديد من المصريين، ومعهم وفد على أعلى مستوى، بدعم وتكليف شبه مباشر لبعض رموز الدولة من إعلاميين وفنانين ليشاركوا (بقصد / دون قصد) في ترويج مقولة (الأخت الكبرى - مصر) لكنهم اكتشفوا هناك وجهة النظر الأخرى، والتي لم يلتفت إليها أحد على الرغم من كثرة ما قيلت في العديد من المناسبات. اكتشفوا أن الأخوات الصغار (الجزائر – السودان ... الخ) قد تبرأوا من أختهم الكبرى لعهرها السياسي وأهدروا دمها وينتظرون من يأتي لهم برأسها في أقرب فرصة. أو في أقرب موقع .. حتى لو كان الأمر على خلفية مباراة في الكرة... وكان مطار الخرطوم واحدا من المواقع التي أتيحت لتنفيذ هذه العملية التي اعتقد من نفذوها من المهاويس أنها مسألة شرف ، فحاولوا إلحاق الأذى بأختهم العاهرة على أعمالها غير الكروية .. وفوجئ المصريون الذين سافروا إلى السودان، أنهم محاصرين ولن يتمكنوا من الوصول إلى المطار للعودة على مصر النيكانة بعد أن قام مجموعة من الرعاع بمحاصرة المطار ومنع كل مصري من الوصول إلى أرض المطار.

اكتشف المشجعون المصريون (طلبة الجامعة الأمريكية وشباب جمعية المستقبل وبكوات الحزب الوطني وأمثالهم من الجمهور الفافي) أنهم قد نصب لهم كمين، وتاهوا وسط قطيع من حاملي السنج والمطاوي وكافة أنواع الأسلحة البيضاء .. تاهوا في شوارع السودان.. حاولوا الوصول إلى المطار لاستقلال طائراتهم إلى مصر دون جدوى فاختبأ منهم البعض وهرول منهم أيضا من استطاع إليه سبيلا .. اختبأ كل حاملي الأعلام المصرية وأصحاب الوجوه المنقوشة بعلم مصر من بطش ذلك الغول البربري الذي ظهر فجأة في الشوارع المؤدية للمطار.

ودام فزع رموز الدولة من فنانين وإعلاميين ورجال دولة لساعات حتى جاءهم الفرج من مكالمة الريس أبو وليد رئيس رابطة سائقي الـ "توك توك" بكفر مصر يخبرهم بأنه بصفته رئيس الرابطة، ومعه ممثلين من جميع المحافظات قد عقدوا اجتماعا عاجلا واتخذوا قرارا بتسخير كل إمكاناتهم المادية والبشرية لتمكين عودتهم إلى مصر،

واتصلوا بإخوانهم من رابطة سائقي الـ "توك توك" السودانيين واتفقوا معهم على خطة لنقلهم بواسطة الاخوة السودانيين إلى أقرب نقطة على الحدود حيث يكون في انتظارهم حملة من عربات الـ "توك توك" في مصر لتوصيلهم إلى الفنادق القريبة بأسوان حتى يتمكنوا بعدها من العودة إلى بيوتهم الفاخرة بالقاهرة. وتم الاتفاق ونفذت الخطة بدقة متناهية كان فيه التنسيق بين الطرفين -كما التنسيق الدائم بين كل الدول العربية- رائعا ويتم كما كان دوما على مستوى الـ "توك .. توك" ( Talk.. Talk).

ثم ، كعادة كل الحكومات العربية، ركبت الحكومة المصرية الموجة، وأقامت حفلات التكريم لسائقي الـ "توك توك" المصريين على أدائهم المبهر، وأعلنت عن تعديلها الوزاري الجديد متضمنا حقيبتين وزاريتين جديدتين:
1- وزارة الـ "توك .. توك" الحديد .. برئاسة الريس أبو وليد،
2- ووزارة الحرب على الجزاير .. برئاسة الفريق أركان حرب زاهر.

أما الحكومة الجزائرية، فعلى ما يبدو انها لم تجد موجة تركبها أفضل من ركوبها العنيف غير المهذب ... فوق قمة كأس العالم المدبب.



أبو بكر
20 نوفمبر 2009

الخميس، 29 أكتوبر 2009

تعقد الواقع وأزمة العقل البسيط / مقال


تعقد الواقع وأزمة العقل البسيط
د. السيد نصر الدين السيد – أستاذ إدارة المعرفة بجامعة كونكورديا – كندا

تتعدد العبارات التي يستخدمها علماء الاجتماع وغيرهم من الأكاديميين في وصف المجتمع الحديث .. فالبعض يطلق عليه مجتمع ما بعد الصناعة انطلاقا من حقيقة تجاوز عدد العاملين في قطاع الخدمات نسبة هؤلاء العملون في كل من قطاعي الزراعة والصناعة إذ تتجاوز نسبة العاملين في قطاع الخدمات في مجتمعات أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية واليابان نسبة 70 % من مجمل القوى العاملة .. والبعض الآخر يسميه مجتمع المعلومات انطلاقا من الدور المحوري الذي تلعبه منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أنشطة المجتمع.. وأخيرا بدأ شيوع استخدام عبارة مجتمع المعرفة في وصف المجتمعات الحديثة انطلاقا من الدور المتزايد الذي باتت المعرفة بكل أنواعها تلعبه في إنتاج الثروة وعلى الرغم من تعدد المسميات واختلاف منطلقاتها إلا أن التسمية الأساسية التي تميز أي مجتمع حديث هي سمة التعقد الشديد بأبعادها الثلاثة: (التنوع الفائق) ، (التواقف المتزايد) ، (التغير المتسارع)
أبعاد التعقد
يتعلق (التنوع الفائق) بتعدد وتنوع مكونات المجتمعع المادية والمعنوية والبنيوية.. فعلى سبيل المثال يبلغ عدد السلع المتداولة في مجتمع مدينة نيويورك عشرة بلايين سلعة في حين لا يتجاوز عدد السلع التي يعرفها ويتسهلكها مجتمع قبيلة يانومامو التي تعيش في غابات الأمازون المئات. ....... أما ثاني أبعاد التعقيد: التواقف أو الاعتمادية المتبادلة (interdependence) فيتعلق بطبيعة العلاقات بين المجتمع الحديث والتي تتميز باعتماد وجود كل مكون من هذه المكونات وأفعاله على إمكانيات وأفعال بقية المكونات..... وأخيرا البعد الثالث من أبعاد التعقيد: التغير المتسارع، فلقد أضحت معدلات التغيير خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين خمسة أضعاف متوسط معدلات النغيير في القرن العشرين ..................
مأزق العقل البسيط
يشكل تعقد الواقع بأبعاده الثلاثة تحديا للعقل البسيط .. فآليات تفكير هذا العقل القائمة على الثنائيات تحد من قدرته على فهم ظواهر هذا الواقع وتفسير أحداثه.. فرؤيته للأمور تختزل ثراء ألوان الواقع المعاش إلى لونين فقط : الأبيض والأسود. .. رافضة بذلك الاعتارف بوجود الرماديات.. أما احكامه على الأفكار فلا تخرج عن حكمي الصواب المطلق والخطأ المبين لذا نراه يكره التعدد والتنوع فيعمد عند تحليله لظواهر الواقع وأحداثه إلى إغفال أغلب العناصر الداخلة في تشكيلها .. وهو إغفال لا يحكمه منطق العلم بقدر ما يحكمه منطق العاطفة أو المصلحة .. أما نظرته إلى طبيعة العلاقات بين مكونات الواقع المعاصر فتحكمها ثنائية القبول المطلق والرفض اللامحدود أو ثنائية الفسطاطين التي لا مكان فيها لمفهوم التواقف أو بلغة نظرية المباريات يعتبر العقل البسيط العلاقة بين أي طرفين كمباراة صفرية نتيجتها النهائية هي طرف غالب وطرف مغلوب وأخيرا يقف العقل البسيط أمام التغيير المتسارع موقف قلة الحيلة إذ لا تسمح له إمكانياته بالمشاركة في صنعه ولا تسمح له قدراته باستيعابه والتكيف معه ليقع في فخ الاغتراب وهكذا لا يجد العقل البسيط أمامه للهروب من هذا الفخ إلا طريقين: أولهما التشبث بإعادة إنتاج حقبة تاريخية يطلق عليها اسم العصر الذهبي أما الطريق الثاني فهو العروب نت عالم الشهادة إلى عالم الغيب متلمسا الراحة في الفردوس المنشود.


نقلا عن جريدة القاهرة عدد الثلاثاء 27 نوفمبر 2009
www.alkaheranews.gov.eg


كلمات ألبوم دبكات

دبكات
خبطة قدمكن
يا حجل صنين
عللي عللي
بيي راح مع هالعسكر
دقوا المهابيج
دبكة دوارة
يا شاويش الكراكون
ما نام الليل
يا غيم الصيف
يا جبل الشيخ
مضوية
غمر الغداير
عابالي يا قمر

خطة قدمكن
يا قمر مشغرة يا بدر وادي التيم
يا جبهة العالي و ميزرة بالغيم
قولوا إنشا الله القمر يبقى مضو و قمر
لا يطال عزو حدا و لا يصيب وجو ضيم
خطة قدمكن عالأرض هدارة
إنتوا الأحبا و إلكن الصدارة
خطة قدمكن عالأرض مسموعة
خطوة العز جبهة المرفوعة
و يا حلوة اللي عالحلى عم توعى
عنقك العقد و إيدك الإسوارة
طالع عاشهب النار مهرك طالع
و البرج بالزيني الغريبي والع
ضحكت صبيي و حليت المطالع
شعرك قصيدة و الخصر بزارة
طيري و خلي هالقلوب يطيروا
بلكي الهوا بيبعد نواطيرو
يا صبح ورد و زقزقوا عصافيرو
إنت الهوى يا نجمة القمارة

يا حجل صنين
يا حجل صنين بالعلالي يا حجل صنين بالجبل
خبر الحلوين على حالي خبر الحلوين يا حجل
يا حجل عالمي إنتا و رايح زور هاك الحي رايح رايح
و جيب خصلة في عالجوانح و زقرنا عالمي يا حجل
يا حجل و إنزل عالبيادر سابق الخيال إنت و طاير
و إن أنا عالبال حبي خاطر قلو صرت خيال يا حجل
بيتهن عامطل هيك القاطع عالدنيي بيهل بابن واسع
أنا بدي فل صوبن راجع و إنتا وحدك ضل يا حجل

عللي عللي
يوه يوه يوه يوه يوه عللي
عللي عللي طير و عللي عللي فرس و قمر التلي
عالعنقود عيد الغلي أوف عللي
عللي عللي بلد مروج و الهوا سجرة عم بتموج
سبقتنا قصتنا و إنشتل الورد بحارتنا
و عيونك قمريتنا و إسأل إسأل إسأل عللي
عللي طاير بالمواويل و الهوا سجرة عم بتميل
غنيي منسيي عادروب الأرض الجبليي
مكتوبي على عينيي و إسأل إسأل إسأل عللي
جايي جايي و تكي عالباب يحكي عتبو للأحباب
حنينا و حبينا و بليالي الشوق إتلاقينا
و إيامك تعب علينا و إسأل إسأل إسأل عللي

بيي راح مع هالعسكر
بيي راح مع هالعسكر حمل سلاح راح و بدر
بيي على بيي عمر حارب و إنتصر بعنجر
ختلك زوادة عالكرم البلوادي
قلتلك خبرني حكايي حكيتلي عابلادي
شفت جبال العم تتمخطر و مزارع تخضر و تكبر
و لما طلعنا سويي عالضيعة الجرديي
قلتلك هالسمرا حلوي بس بعيدي عليي
قلتلي في صفرا أكبر بدنا نتعب فيها أكتر
يا بو السيف القاطع ملعب خيلك واسع
و قواص الزيني منصوبي لعزك إنتا و راجع
و الصبايا ترش العنبر و بلادي عإيدك تعمر

دقوا المهابيج
تلفي خيامن لهن من الصحارى البعيدي
و تضوي على ظلهن نار الليالي السعيدي
و ما في حدا يدلهن عن الجراح الوجيدي
و ترحل خيامن لهن و أني وحيدي
يابا أوف يابا أوف
دقوا المهابيج خلي الهوا جنوبي
صوت المهابيج ينده يا محبوبي
و الريح السودا تهيج دقوا المهابيج
شدوا الخيام غرب جناح الطير
و هوا الخيام يندهني شد السير
و الريح السودا تهيج دقوا المهابيج
على باب الليل صوت علينا الديب
و نسيم الليل ياخد عتب و يجيب
و الريح السودا تهيج دقوا المهابيج
عالالا و لا لا و لا لا
شمس الضحى خيالة عيني يا لالا شوقي يا لالا
غربوا صوب العالي و ضو القمر ناطرهن
و أني لاٌقعد لحالي ويلي في الليالي أنطرهن
أني لأشرف عالوادي و قلا يا شمس غيبي
خوفي نورك يحرقني ويلي و ما يعرفني حبيبي
تحت الشجر سهراني و قدح بالسور عيوني
خوفي النعس ياخدني ويلي و إنتوا تروحوا تنسوني
قلبها الولهان عا نجما
واهدر بسيوف يا ويل حامي
يا ويل يا ويل ياخدني لحالي
أخذوا حبي و راحوا شمالي
يا ويل يا ويل يا ويل حالي
أخذوا حبي و راحوا شمالي

دبكة دوارة
أوف يابا أوف
دوارة عالدوارة دار الحكي
هجروا الأحبا الحارة ليش البكي
دوارة دورتيني سهل و جبل
تحت الندي نسيتيني و بالي انشغل
ما سألتي ما ذكرتيني و غيرك سأل
و إنهدت الياسمينة و علقا تكي
دوارة علي داير صبح و مسا
و بفية الضفاير عمره انتسى
و قاسي يا هوى صاير ليش القسى
صبية شعرا طاير و ملبكى
دوارة علي قاصد يقطف حبق
و بأيام الحصايد قلبو أحترق
قالت لي شفتك قاعد تكتب ورق
قلتلها القصايد كلن لكي


يا شاويش الكراكون
أرضك غنيي ماشاالله
بيوتك رضيي من الله
عاجبالك العز رايي عليي خاف الله
يا شاويش الكراكون و حياتك لا تآخرنا
إم الأصفر عالبلكون قالت بدا تنطرنا
يا شاويش الكراكون الكراكون الكراكون
ردت ردت قمطتها عالغرة العسليي
و الشوق اللي بلفتتها من إيام الصيفيي
و لما طارت غرتها و الهوا لوح جبهتها
غربتنا بجوز عيون عيون عيون عيون عيون
شدت شدت زنارا عازهور الخصر المايل
و الياقوت المحتارة مشغولي بالجدايل
و لما بهيك الإشاره يقلا بحبك يا جارا
قالت حبي كلو جنون جنون جنون جنون جنون

ما نام الليل
ما نام الليل سهران محبوبي شفتو من بعيد و ما عرفتو مين
نحنا رايحين و الهوا جنوبي و هني عالدار يا دار جايين
طار الحمام طار من خلف الدار طار
و حبيبي بعدو حبيبي و النار تزيد نار
ينده من فوق و يقول لا تنامي جايي من البرد و كروم التين
خايف لتروح بالشوق إيامي صاروا الإيام عاحدود تشرين
يا قمرنا روح روح جايي الحبيب روح
و السمرا تكت عاحالا لايل الهوى يبوح
يا دنيي كيف ما كنتي كوني ينسونا الناس و صار تخمين
حبيبي ساكن بلون عيوني عيوني الحلوين عاطول حلوين
علي الدار يا حبيبي .. على الدار يا حبيبي

يا غيم الصيف
يا غيم الصيف من فوق بعيونك منشان الصيف عنا جوال
وعدي من وين يا ليل يكونك مرسال يغيب و يكون مرسال
يا نايم ليل روح صوتك مبحوح و لوح
ليلي بتبكي عابابي بيكفيني جروح
يا هيك الحب يللي إشتفنالك حدثتك قلي كيف الحال
مشتاقة كتير و الدرب بعيدي ياخدني الشوق و الشوق خيال
قلي مين راح مين سافر و إرتاح مين
و النسمي تبكي عالنسمي فالباستين
زهر يا حب عاسطوح جديدي يا همي إنت و الشوق جبال
مشتاقة كتير و الدرب بعيدي ياخدني الشوق و الشوق خيال

يا جبل الشيخ
يا جبل الشيخ يا قصر الندي
و حبيبي بكير لعندك غدي
يا جبل الشيخ رباك الهوا
و حبيبي و أنا ربينا عالهوى
و يا جبل العالي لو تعرف بحالي
هديت رياحك و قلبي ما هدي
يمرقوا و بيروح من عنا القمر
و على البال تعن ايام الزغر
يا لون اليمامي و يا تفاح الشامي
تعزمنا منقلك رح نجي غدي

مضوية
مزروعة مزروعة جناين داير من دار
و بتضلا موجوعة تاتعطي الأرض قمار
مضويي مضويي بالعز و بالأشعار
بتموج و متكيي عالزنبق ليل نهار
يا بيوت البتلالي عاتلال و خلفا تلال
عالي وردك عالي و زرارو ما بنتطال
وصلني وصلني خدني لا تسألني
عاشي نسمي إحملني و إشلحني بهاك الدار
حياني و غرقاني بالغيم و بالشربيش
با بنية تعباني بعيونا الحلوين
بكتني إيامو البيت الحلوي خيامو
بهالباب القدامو في ورد و بنك جرار
كرمك الله يزيدو اللى مشعشع هون و هون
الخير البعناقيدو عم بيفيي عالكون
فتحتلي لحالك طاقة عالأرض المشتاقة
يللي قلبك باقة حب و آلفة و قمار
يابا يابا يابا يابا ياباأوف
لاقونا يا أهل الدار
جبنا الورد غمار غمار
لاقونا يا أهل الدار
جمعناها نجوم الليل
لاقونا يا أهل الدار
و سيجنا داير من دار
لاقونا يا أهل الدار
دنيي ترفرف عالميلين
و طير مشوح مدري منين
بعدك يا نبتات العين تودينا و تدق خبار

غمر الغداير
و تمرق صبيي تمشور دغوش الإغياب
ترندح قصيدي غيبتها من كتاب
و يا شعرها الناطر شي إيد تجدلو
بعدك زغير عالمحبي و العذاب
غمر الغداير طاير عالريح طاير طاير
يا شعر من ليل و بكي بالبال ضلك طاير
قطر الندي حب الندي نقط عالورد و هدي
يا طير عالنبعة غدي غنيلي هالباشاير
وين العسل شهد العسل لما مرق شالا و هدل
وميت بإيدا عالجبل و إتعلت العماير
يكتب صالا يودي صالا لعيونا و يحلى العلا
تتلفت و تضوي على لفتاتها المناير

عابالي يا قمر
عابالي عابالي عابالي عابالي لاقيك يا قمر
عابالي إجيلك لحالي غنيلك تايحلا السهر
عابالي عابالي يا صفو الليالي
عابالي إجياك لحالي غنيلك تايحلا السهر
عابالي غنيلك حبيبي غنية ليالي الهوى
و يهب الهوا يا حبيبي سلملي يا هبوب الهوا
يا هبوب الهوا يا هوا رجع ليالينا سوى
و إنكنو مش راجع حبيبي يا هوا يوديلي خبر
يا سجرا عباب الحبايب مشتلقا و اللون ليلكي
و رح نتكي عباب الحبايب مطرح ما البنفسج بكي
و بغني غنيي لكي غنيي ملياني بكي
يا ريتو ما كان في مراكب يا ريتو ما كان في سفر
لا بدي أساور و عقودي و لا بدي شالات القصب
و لا بدي خواتم جديدي حبيبي الدهب يا دهب
حبيبي يا ورد و عنب منديلي من دموع و عتب
و إنكنو مش راجع حبيبي يا هوا يوديلي خبر

دبكة الميج
الميج بو الميج يا بو الميجانا
أعراسنا غناني و هوا و حب و هنا
عقبالهن يتجوزوا كل ال أجو
و بعرسهن يتفرجوا عارقصنا
يا ليل نسم بالهوا عأهل الهوى
نسهر سوى و نحكي سوى يا حبابنا
هب الهوا و ميل جنى أغراسنا
و نادولنا نواطيرنا و حراسنا
ما أجملك بالحب يا ليالي الجبل
زيني عا زينات الدنيي أعراسنا
عريسنا بليل الهنا يبقى لنا
و تبقي لنا يا أرضنا و يا بلادنا
دنيتنا الوعر الصخر الزهر الوردات
حكايتنا القلب الحب الدرب الحنوات
شو حلوي يا ضيعتنا يا دنيتنا
فيك زرعنا محبتنا و حلوي الكرمات
و الليل العاطي سرارو و مضوي دارو
نزلوا بضيعتنا قمارو يحكوا حكايات
دنيتنا الوعر الصخر الزهر الوردات
حكايتنا القلب الحب الدرب الحنوات
قصتنا القلب الحب الدرب الحنوات

دبكة لبنان
دبكة لبنان بالملقى دبكة شيل السواعد
نزلوا الفرسان عالحلقة و السيف الأبيض واعد
ضاق الميدان بضيوفو و الملعب لان لسيوفو
طلوا الغزلان تيشوفوا و الساعد يشبك ساعد
نزلوا الصبايا يضحكوا بخصورن العيوقا
ما تقول خيال اتكوا عرماحن الممشوقا
و دراج الدار علياني بشلوح النار تعباني
شاعر حامل غمر غناني و قاصد جيرتكن قاصد
خطروا الأصايل يرمحوا وصلوا عباب الساحة
زاح البرج من مطرحو لخيولن الرماحة
طل من غياب و اطلع و أرتج الباب و أتشرع
يا سنين العز العم يرجع قصرك عالعالي صامد
على الدار رجعوا صحاب الحاميي
خلوا الدار بالباشاير معليي
وين العيد وين عيون الدباحة
تشيل العيد و ترشو ملو الساحة
و من بعيد طلوا خيول الرماحة
زيد و زيد عمر صحاب الحاميي
يحلى يحلى ... يحلى لعيونك
يعلى يعلى ... يعلى و معافى
و مسيجة بالعز مسيجة
و مسورة بالخيل مسورة
و محصنة عالعالي محصنة و منورة

مراكبنا عالمينا
مراكبنا عالمينا يا رجعة الصواري
قلبي ناطر عالمينا و حبيبي منو داري
ضحكتلك شواطينا يا مراكبنا العالمينا
نطرني عالرمل و قال بكرا أنا جايي
لوحتلو بهاك الشال و الدمعة مخبايي
ماتاري حبيبي حد الشمس الغريبي
عم يكتب أسامينا يا مراكبنا العالمينا
ياما صليت و طليت عالبحر قدامي
حتى شوقك صوب البيت راجع بالسلامي
مش عابالي هديي من جزيري منسيي
ردي لي ليالينا يا مراكبنا العالمينا
رجعوا البحارة و الريح مربوطة عالياطير
و البحر مزيح تزييح و قلبي الناطر ناطر
يا خضرا و سلامي يا جوانح الحمامي
يا زهرة شواطينا يا مراكبنا العالمينا

كلمات ألبوم شط اسكندرية

شط إسكندرية
شط إسكندرية يا شط الهوى
رحنا إسكندرية رمانا الهوى
يا دنيا هنية و ليالي رضية
أحملها بعينيه شط إسكندرية
البحر و رياحو و الفلك الغريب
يحملها جراحو و يرحل في المغيب
يتمهل شوية و يتودع شوية
و تعانق المية شط إسكندرية
ليالي مشيتك يا شط الغرام
و إن أنا نسيتك ينساني المنام
و الشاهد عليه غنوة أمارية
و النسمة البحرية و شط إسكندرية

أمس أنتهينا
أمس إنتهينا فلا كنا و لا كان يا صاحب الوعد خلي الوعد نسيان
طاف النعاس على ماضيك و أرتحلت حدائق العمر بكياُ فأهدأ الآن
كان الوداع أبتسامات مبللة بالدمع حينا وبالتذكار أحيانا
حتى الهدايا و كانت كل ثروتنا ليل الوداع نسيناها هدايانا
شريط شعر عبيق الضوء محرمة و نجمة سقطت من غصن لقيانا
أسلمتها لرياح الأرض تحملها حين الهبوب فلا أدركت شوطئنا
يا رحلة في مدى النسيان موجعة ما كان أغنى الهوى عنها و أغنانا

فتحهن علي
فتحهن علي القمر شو إلو
هول ألف غنيي عيونك يا حلو
جابتلي العصفورة علبي فيها لعب
يوقعوا بجورا بنت و صبي دهب
و اسأل أنا قلبى كيف الدنيي بزورا
تبكي و عا العلبي تغمز العصفورة
صحيح رح حبك خبيلك وخبي
و ما يوجعك قلبك لأ يوجعك قلبي
إلك أنا و من هالورد يسألك
شو الزهر يفنى الزهر أبقى أنا إلك

رجعت في المساء
رجعت في المساء كالقمر المهاجر
حقولك السماء حصانك البيادر
أنا نسيت وجهي تركته يسافر
سافرت البحار لم تأخذ السفينة
و أنت كالنهار تشرق في المدينة
و الريح تبكي في الساحة الحزينة
أعرف يا حبيبي أنك ضل مائل
و أن أيامك لا تقيم و كالمدى تبعد ثم تبعد
أعرف يا حبيبي و تحت سقف الليل و المطر
و بحضور الخوف و الأسماء و العناصر
و كل ما لا أسم له في الكون
أعلن حبي لك و إتحادي بحزن عينيك
و أرض الزهر في بلادي و ينزل المساء

من روابينا القمر
من روابينا القمر جاءه أمله خبر
جايلته رندلى و دمى الحسن الآخر
طالما فاجئنه حافيا فوق الزهر
مزقت من ثوبه نزوات لا تذر
هم ما هم و من غزلنا يكسى القمر
العذارى حوله في الربى عقد شرر
ضحكة طافرة و نشيد في الأثر
و المساء المنتحي بعد هاتيك الصور
ذاهل شال به صوتنا المختكر
و الروابي نهضت فوق تجوال النظر
يا ترى العمر قمر

سيد الهوى
سيد الهوى قمري مورق الجمال طري
دائم الوجد و الغوى سيد الهوى قمرى
وجهه الغض حين لاح عصف الليل بالحلي
و بكت زهرة الملاح مذرئة شعره الفتي
و أنا أغسل الندى عن ملاعب الشجر
أكتب الشوق موعدا في وريقة العمر
طالع الخصر بالهتاف و حكى صوته المدل
يا شراع على ضفاف من ضفاف السنا يطل
سامح العمر و اهتدى بعد طوله سفري
و شدا بلبل شدا بالجمال و الذكر

يبكي و يضحك
يبكي و يضحك لا حزنا و لا فرحا كعاشق خط سطرا في الهوى و محا
من بسمة النجم همس في قصائده و من مخالسة الظبي الذي سنح
قلب تمرس باللذات و هو فتاُ كبرعم لمسته الريح فأنفتح
ما للأقاحية السمراء قد صرفت عنا هواها أرق الحسن ما سمح
لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن لكنت أرفق من آسى و من صفح
غداة لوحت بالأمال باسمة لا أنا الذي ثار و أنقاد الذي جمح
فالروض مهما زها غفر إذا حرمت من جانح رف أو من صادح صدح

يا زائري في الضحى
يا زائري في الضحى و الحب قد سمح
عيناك أعلنتا أن الربيع صحا
غنيت في سهري حتى بكى الوتر
يا صاحب العمر ولى بنا العمر
ها صادح صدحا يستوطن الفرح
غنى على حرق في البال و انجرح
سكناك في الهدب ضوء و متسع
الطيب يرحل بي و الشوق و الولع
يا لافحا لفحا أرض الهوى و محا
ما كان من شجر و الحب قد سمح

أقول لطفلتي
أقول لطفلتي إذا الليل برد و صمت الربى ربا لا تحد
نصلي فأنت صغيرة و إن الصغار صلاتهم لا ترد
أقول لجارتي الا جئتي نسهر فعندي تين و لوز و سكر
نغني فأنت وحيدة و إن الغناء يخلي إنتظاركِ أقصر
عندي بيت و أرضٌ صغيرة فأنا الأن يسكنني الأمان
لا أبيع أرضي بذهب الأرض تراب بلادي تراب الجنان و فيه ينام الزمان
أقول لبيتنا إذا صرت وحدي و هبت ليال بثلج و برد
ليالي و بيتي نار و يمضي الشتاء رفيقاُ كغابة ورد

قال يا بيتا لنا
قال يا بيتا لنا جاورتك الأنهر
ليت ما كان هنا من سنن لا يهجر
أفلتت من غصنها وردة في معبر
هتفت أخت لها لا تروحي أنتظري
ذاكر ليلة هنا قلت أين القمر
جاء حتى بابنا قمر يعتذر
صاح بي عند الربى في الممر الأخضر
بلبل ملؤ الصبا هاتفا لا تكبري
كلهم قد كبروا أهلنا و الزهر
و أنا في هدب من أهوى سنون تعبر

نجمة الليل
كتبت إليك من عتب رسالة عاشق تعب
رسائله منازله يعمرها بلا سبب
يعود إليك عند الليل حين تهوه القصب
يساؤل كيف حال الدار كيف مطارح اللعب
و يمسح دمعة سبقتك رغم تمنع الهدب
أنا أعطيت هذا الليل اسمائي و هاجر بي
جعلت نجومه كتب رسمتك نجمة الكتب

السبت، 24 أكتوبر 2009

مساحة إعلانية / ق ق ج

مساحة إعلانية

ما إن أعلنت الزعيمة عن نيتها التعاون مع الملوك والرؤساء، في نشر مبادئ الحرية والديمقراطية، حتى ارتدوا تيجانهم، وكشروا عن أنيابهم، ثم ولّوا وجوههم شطر القِبلة، رفعوا أيديهم إلى السماء ، وعلقوا على مؤخراتهم لافتات منقوشة بعبارة:

... مساحة إعلانية ...


تمت